255

في مناسبات عديدة جر الناس إلى مذهبه عن طريق القوة (197).

وفي الحق لا يوجد سوى مذهب واحد صحيح ينتظم جميع أنحاء العالم الإسلامي.

الباحثون عن الكنوز

هذا ويوجد أيضا في فاس رجال يدعون الكنازين الذين ينهمكون في البحث عن الكنوز المدفونة في أساسات الأبنية الأثرية القديمة. ويذهب هؤلاء الحمقى إلى خارج المدينة وينقبون في العديد من الكهوف وفي الأطلال كي يجدون فيها هذه الكنوز، وذلك لاقتناعهم بأن الرومان، حينما خسروا امبراطورية إفريقيا واضطروا للهرب إلى بلاد بيتيكا الأسبانية، طمروا في ضواحي فاس عددا كبيرا من الأشياء الثمينة ذات القيمة مما لم يستطيعوا حمله معهم. وسحروها، ولهذا السبب يعمل هؤلاء للبحث عن السحرة للكشف عن هذه الكنوز. وهم لا يعدمون أناسا يدعون أنهم رأوا في نفق ذهبا أو فضة ويقولون إنهم عجزوا عن أخذها لأنهم يجهلون الرقى المناسبة ولأنهم يفتقرون للعطور المختصة. واستنادا إلى هذا المعتقد الذي لا طائل من ورائه ينبشن الكنازون الأرض ويتلفون العمارات والمقابر أحيانا. وينتقلون أحيانا لمسافة عشرة أو اثني عشر يوما من فاس، وتمادى بهم الأمر حتى أصبح لديهم كتب ترد فيها أسماء الجبال والمواقع التي دفنت فيها الكنوز الكثيرة. ويحتفظون بهذه الوثائق وكأنها النصوص المقدسة. وقبل مغادرتي فاس أقام هؤلاء الكنازون، وهذا من جملة جنونهم، أمينا لهم وقدموا لملاك الأراضي تعهدا بإصلاح الضرر الناجم عن قيامهم بالحفريات التي يرغبون في القيام بها.

الكيمائيون

لا تتصوروا أن فاس يعوزها الكيمائيون! على العكس فأولئك ينصرفون إلى دراسة هذا الفن اللامعقول والباطل كثير والعدد جدا. وهم أكثر الناس قذارة وأشدهم نتنا في العالم بسبب الكبريت والمواد الأخرى الكريهة الرائحة التي يقومون بتركيبها. ويجتمعون

Page 275