203

زرعوا كذلك قصب السكر، ولكن لم تحصل منه فوائد كبيرة مثل ما كانت تعطيه زراعته في بلاد الأندلس. وقد كان سكان هذه المدينة في الماضي يتميزون بشدة التهذيب، ولكن الأمر ليس كذلك في أيامنا هذه لأن جل سكانها تقريبا أصبحوا من المزارعين (89).

بني باسل

بني باسل مدينة صغيرة بنيت هي أيضا على أيدي الأفارقة على نهر صغير، في وسط الطريق الذي يذهب من فاس إلى مكناس على مسافة ثمانية عشر ميلا تقريبا (90) إلى الغرب من فاس (91). ولهذه المدينة أرياف واسعة جدا تجري فيها جداول عديدة وينابيع غزيرة.

وهي مأهولة كلها بالعرب (92) الذين يزرعون فيها الشعير والكتان. أما الزراعات الأخرى فلا يمكن أن تنجح تماما لأن أرضها حجرية ومغمورة دائما بالمياه (93) ويوجد حول بلدة بني باسل الكثير من مزارع الأشجار، كما يستدل على ذلك من أطلالها. ولكن الدينة تهدمت كما تهدمت المدن الأخرى في زمن حروب سعيد. وظلت مهجورة مدة تقارب مائة وعشرة أعوام. ولكن بعد عودة ملك فاس من دكالة (94) أرسل لإعمارها قسما من السكان الذين أجلاهم عن هذه المنطقة. غير أن الناس الذين استوطنوا هذه البلدة هم أجلاف ولا يقيمون هنا إلا على مضض.

Page 223