195

أحد الملوك الموحدين على مسافة عشرة أميال (59) من سلا. والسهل كله خصيب تجود فيه الحنطة والحبوب الأخرى. وتوجد في خارج البلدة، قرب الأسوار، أحواض جميلة جدا بناها أبو الحسن علي، ملك فاس (60). وفي أيام الملك أبي سعيد، الذي كان آخر ملك من الأسرة المرينية (61) حدث أن كان حينئذ أحد أعمامه- ويدعى سعيدا- سجينا عند عبد الله ملك غرناطة، وقد توسل هذا إلى ابن أخيه بأن يستجيب لطلب تقدم به هذا الملك.

ولما رفض أبو سعيد، عمد الملك إلى إطلاق سراح سعيد من السجن كي يرسله على رأس قوات كبيرة وميزانية حربية عظيمة ليحارب ملك فاس وليقضي عليه. فحاصر سعيد مدينة فاس بمساعدة بعض الجبليين العرب، ودام هذا الحصار سبعة أعوام تم في أثنائها تدمير القرى والمدن والقصور في كل المملكة. ثم تفشى الطاعون في جيشه وقضى نحبه مع قسم من قواته. وحدث هذا في عام 918 هجرية (62). والمدن التي تخربت في تلك الفترة لم تعمر بالسكان مرة ثانية ولا سيما فنزارة التي اقطعت كي تكون مقرا لشيوخ من العرب الذين عاونوا سعيدا.

Page 215