306

============================================================

قلت : ما الدليل على ذلك ؟

قال: خبر النبي: "إذا أحب الله عبدا جعل له واعظأ من نفسه، وزاجرأ من قلبه، يأمره وينهاه *(3) قلت : زدفي من علاماته قال: ليس شيء أحب إليه من أداء فرائضه، بمسارعة من القلب والجوارح، والمحافظة عليها ثم العلامة بعد ذلك : كثرة النوافل ، كما قال النبي : "يقول الله عز وجل: ما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرأ، وإن دعاني اجبته، وإن سألني أعطيته *(4).

قلت: صف لي الآن من علامات وجود قلبه قال : نفسه محبوسة في سجن الملاطفة، خصوصة بعلم المكاشفة، متلذذ بنعيم النظر في مشاهدة الغيب، وحجاب العز، ورفقة المنعة فهي القلوب التي أسرت أوهامها بعجيب انفاذ اتقان الصنع، فعتدها تصاعدت في المنى، وتواترت على جوارحها فوائد الغنى، فانقطعت النفوس عن كل ميل إلى داعي راحة، وانزعجت الهموم وفرت من الرفاهية، فنعمت بسرائر الهداية، وغذيت بلطيف الكفاية، وأرسلت في روضة البصيرة، فأحلت القلوب علا نظرت فيه بلا عيان، وجالست بلا مشاهدة، وخوطبت بلا مشافهة فهذه يا فتى صفة أهل محبة الله عز وجل من أهل الموافقة والحياء، والرضا والتوكل، فهم الأبرار من العمال، والزهاد من العلماء، والفقهاء من الحكماء، (2) حديث " إذا احب الله عبدا .. : أخرجه أبو داود عن سلمان (4) حديث "ما تقرب عبدي : أخرجه البخاري عن أي هريرة

Page 306