297

============================================================

مسألة (26) في اعتقاد القلوب وبيانه قلت : رحمك الله، وربا عارض الهوى النفوس، والقلوب به واهية، فتستريح النفوس والقلوب إلى مواطاته، وتعتقد على العمل، ولا تعمل بما دعا الهوى إليه، هل يضره ذلك بينه وبين الله عز وجل 4(1) قال: نعم، اذا لم يحل اصرار القلب، وكان عازما على الفعل وهو مقيم على عقد قلبه، وسوء نيته، ووحشة اصراره، فهو فعل (2)، وهو مذموم، وهو عاص لله عزوجل، وقد قال النبي ة: "هلك المصرون قدمأ"(3).

قلت : فما تقول في قول النبي : "عفى عن آمتي ما حدثت به انفسها 4(2) قال : افهم عني، ولا تكن من الغلاطين إن حديث النفس غير اعتقاد القلب، وإنما سألتني الآن عن اعتقاد القلب .

قلت: فيما الفرق بين اعتقاد القلب ووسوسة النفس ؟

(1) يعفي اشترفت النفس إلى شهوة، ووافقها القلب، ولكن صاحبها لم يرتكبها.

(2) الاصرار فعل، لأنه عزم على عمل ، فهو من آثام الباطن ، وإن لم يكن من آثام الظاهر .

(2) حديث هلك المصرون : أخرجه أبويعلى الموصلي عن ابن عمرو بن العاص )) حديث عفى عن أمتي، : أخرجه مسلم والترمذي عن أي هريرة

Page 297