251

============================================================

مسألة (11) في بيان العقل وصفته قلت : رحمك الله، اخبرني عن العقل ما هو؟

قال : اختلف الناس في ذلك(1) .

قلت : فيما الجواب عندك ؟

قال : العقول : أنوار بصيرة أسكنها الله عز وجل القلوب، يفرق بها العبد بين الحق والباطل، في جميع ما يرد عليه من خطرات قلبه، ونزغات عدوه، ووساوس نقسه وماتعبد برعايته قلت : فالعقول تكتسب، وكل من طلب العقل لحقه، وكيف له علمه، (1) قال المحاسي : العقل غريزة جعلها الله في قلوب الممتحنين من عبانه أقام به عل البالغين الحجة فهو غريزة لا يعرف الا بفعاله في القلب والجوارح، لا يقدر أحد أن يصفه بغير فعاله وقال قوم من المتكلمين : هو صفوة الروح . اي خالص الروح . وقالوا : لكل شيء خالصة ، والخالصية اللب، ولذلك سي العقل لبا فقال تعالى : (إلما يتدكر أولوا الألباب) (الرعد : 19، الزمر: 9). يعني العقول قال المحاسبي : ولا تقول بذلك إذ لم نجد فيه كتابا مسطورا، ولا حديثا مأثورا وقال قوم : هو نور وضعه الله طبعا وغريزة يبصر به، ويمتبر به، نور في القلب كالنور في العين وهو البصر. فالعقل غريزة يولد العبد بها ثم يزيد معنى بعد معنى وقال قوم : إن العمل معرفة خلقها الله ووضعها في العبد يزيد ويتسع بالعلم المكتسب. انظر كتاب العقل من (أعمال القلوب والجوارح ص 237 وما بعدها)

Page 251