============================================================
فالمنعم بذلك أولى بالمدحة والثناء والشكر، أم أنت مستوجبها في خاصة نفسك؟
ويحك !! قل الحق من المستوجب للثناء والمدحة والشكر إلا متفضل: عليك بأن شهدت له بالوحدانية وشغلك بالطاعة، وحفظك من المعاصي، : وصرف عنك سرور نفسك، ومكائد عدوك، وأعاذك من أهوائك المردية، وستر عليك القبيح، وأظهر لك الجميل، وجعلك بستره عليك مكرما في الناس حمودا(1): أخي: فالمنعم بذلك أولى بالمدحة والشكر، أم أنت مستوجب [ذلك ](2) في خاصة نفسك، التي تامر بالأسواء وتقبض (2) عن الخير، وتشجع على المعاصي، وتطغي في الغي، وتكفر وتبطر عند الرخاء، وتقنط عند الضراء، وتسى حسن الآلاه، وتقصر في شكر النعماء، فمن أولى بنالمدحة؟ وكيف يستوجب المدحة من هذا تعته 4 اخي : فراقب الله عز وجل، وبالغ في الشكر، وكن وجلا من زوال النعم، وسلب الإيمان، ولا تحسب أنك للمدحة أهلا، فيهلك الله، ويكلك (1) والبلاء هنا معدوم من كرائم النعم على العارف، لأنه يشهد فيه أعماق الإيمان والمعرفة من طريق آخر غير طريق النعم، ويحقق لونا جديدا من الوان الطرق الموصلة إلى معرفة الحق، يعجز عن الذوق في سلوكه اكثر من في الأرض، ويشهد أن هذا الطريق أشد إلزاما للعارف بمقام العيودية الحقة في الوقت الني ينحرف الناس في تجلي البلاء إلى دركه الياس والقتوط، وينحرفون في تجلي النعم كذلك إلى دركه الغرور والكبرياء في سلوكهم .
أما البلاء لغير العارف من السالكين فهو من كرائم النعم أيضا، لأنه تطهير للنفس وتصفية للروح، ودفع لها على جادة المعرفة الحقة وأما البلاء لغير هؤلاء وهؤلاء، فيجب على المقيمين فيه أن يذكروا النعم حتى يعرفوا أنها ترجح النقم ، فلم يظلمهم الله، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون - ولا مخرج لهم إلا إدمان الذل على بابه تعالى، سرا في خلوة الليل الهادىء الساكن وتحريك القلب بشلة نحو قدسه الأقدس، وازعاج الروح للاستقرار تحت كنفه، وهو الذي وسعت رحمته كل شيء، وهو الرحن، وهو الرحيم، و اسم (2) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول:.
(3) في الأصل : وتبسط.
Page 181