Wasāʾil al-wuṣūl ilā shamāʾil al-Rasūl (ṣ)
وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص)
Genres
«يا جبريل؛ إن ملك الموت استأذن علي ..» وأخبره الخبر.
فقال جبريل: يا محمد؛ إن ربك إليك مشتاق، ألم يعلمك الذي يريد بك؟! لا والله ما استأذن ملك الموت على أحد قط ولا يستأذن عليه أبدا، ألا إن ربك متم شرفك، وهو إليك مشتاق.
قال: «فلا تبرح إذا حتى يجيء».
وأذن للنساء، فقال: «يا فاطمة؛ أدني»، فأكبت عليه، فناجاها، فرفعت رأسها وعيناها تدمع (1)؛ وما تطيق الكلام، ثم قال: «أدني مني رأسك»، فأكبت عليه، فناجاها، فرفعت رأسها؛ وهي تضحك وما تطيق الكلام، وكان الذي رأينا منها عجبا، فسألتها بعد ذلك .. فقالت:
أخبرني، وقال: «إني ميت اليوم»، فبكيت، ثم قال: «إني دعوت الله أن يلحقك بي في أول أهلي، وأن يجعلك معي» فضحكت.
وأدنت ابنيها منه فشمهما (2).
قالت: وجاء ملك الموت، واستأذن؛ فأذن له، فقال الملك: ما تأمرنا يا محمد؟ قال: «ألحقني بربي الآن»، فقال: بلى؛ من يومك هذا، أما إن ربك إليك مشتاق، ولم يتردد عن أحد تردده عنك، ولم ينهني عن الدخول على أحد إلا بإذن غيرك، ولكن ساعتك أمامك.
وخرج.
قالت: وجاء جبريل فقال: السلام عليك يا رسول الله؛ هذا اخر ما
Page 358