Ward al-Ta'if fi Sharh Rawdat al-Tara'if fi Rasm al-Mushaf

Muhammad Abdullah Ibrahim Al-Barakati d. Unknown
157

Ward al-Ta'if fi Sharh Rawdat al-Tara'if fi Rasm al-Mushaf

ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

Publisher

دار طيبة الخضراء

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

قول النَّاظِمُ: (وَالغَيْبُ فِي سُوَرٍ) هذا رَدٌّ عَلَى مذهب القائلين بأنَّ إعجاز القرآن إخباره عن الغيب، وليست كلُّ سورِ القرآنِ الكريمِ فيها إخبارٌ بالغَيْبِيَّاتِ. قال الناظم: «وتقريره: أنَّ الإخبار عن الغيب جاء في بعض سور القرآن، واكتفى منهم بمعارضة سورة غير معينة، فلو كان كذلك، لعارضوه بقدر أقصر سورة لا غيبَ فيها» (^١). وقال الإمام الزركشي: «ورُدَّ هذا القولُ بأنَّه يستلزم بأنَّ الآياتِ التي لا خَبَرَ فيها بذلك لا إعجاز فيها، وهو باطلٌ، فقد جعل الله كل سورةٍ معجزةٍ بنفسِهَا» (^٢)، لا يقدرُ أحدٌ من البشرِ أن يأتي بمثلها. [١٧] يَلْزَمُ مُعْجِزَةً كَالشِّعْرِ، ثُمَّ لَهُمْ … خَالِي التَّنَاقُضِ مِقْدَارَ الَّذِي سَأَلَا قول النَّاظِمُ: (وَالاخْتِرَاعُ فَلَا يَلْزَمُ مُعْجِزَةً كَالشِّعْرِ). هذا ردٌّ على المذهب الرابع وهو قولهم: إنَّ إعجاز القرآن في أسلوبه. قال الناظم في الردِّ على هذا المذهب: «وبطلُهُ بالشِّعْرِ» (^٣). أي: إنَّ قولَ بعضهم: إعجازُ القرآن في أُسْلُوبِهِ، بَاطِلٌ بِالشِّعْرِ. وقال الإمام السيوطي (ت: ٩١١ هـ): «ولا مجرَّدُ أسلوبه، وإلَّا لكان الابتداءُ بأسلوبِ الشِّعْرِ معجزًا» (^٤)، ولأصبح كلام الذين عارضوا القرآن - كمسيلمة وغيره - معجزًا. وقول النَّاظِمُ: (ثُمَّ لَهُمْ خَالِي التَّنَاقُضِ مِقْدَارَ الَّذِي سَأَلَا).

(^١) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٥١. (^٢) انظر: البرهان في علوم القرآن: ٢/ ٢٢٨. (^٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٥٤، ١٢١. (^٤) انظر: الإتقان: ٥/ ١٨٨٣ - ١٨٨٤.

1 / 198