إلى قوم قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم؟ فان كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم، فانهم إنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك، ويخالفوك ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونوا أشد الناس عليك!
فقال له حسين [(عليه السلام)]: وإني أستخير الله (1) وأنظر ما يكون (2)(3)
[محادثة ابن عباس ثانية]
فلما كان من العشي أو من الغد أتى عبد الله بن العباس فقال: يا ابن عم! إني أتصبر وما أصبر، إني أخاف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال! إن العراق قوم غدر فلا تقربنهم! أقم بهذا البلد فانك سيد أهل الحجاز، فان كان أهل العراق يريدونك- كما زعموا- فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم، فان أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فان بها حصونا وشعابا، وهي أرض عريضة طويلة، وتبث دعاتك، فاني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.
فقال له الحسين [(عليه السلام)]: يا ابن عم؛ إني والله لأعلم أنك ناصح (4)
Page 150