177

فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي (1): والله لأشدن عليه، فقلت له:

سبحان الله! وما تريد الى ذلك! يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتووه. فقال:

والله لاشدن عليه!

فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه فقال:

يا عماه!

فجلى الحسين [(عليه السلام)] كما يجلى الصقر، ثم شد شدة ليث اغضب، فضرب عمروا بالسيف فاتقاه بالساعد فاطنها من لدن المرفق، وجالت الخيل فوطئته حتى مات.

وانجلت الغبرة، فاذا بالحسين [(عليه السلام)] قائم على رأس الغلام، والغلام يفحص برجليه، وحسين [(عليه السلام)] يقول:

بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك. عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا ينفعك، صوت والله كثروا تره وقل ناصره!

ثم احتمله، فكأني انظر الى رجلي الغلام يخطان في الارض وقد وضع الحسين صدره على صدره، فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وحوله قتلى من أهل بيته.

فسألت عن الغلام فقيل: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (2) [(عليه السلام)].

Page 244