أن تقتلوني! ما أدري ما أقول لك! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فقال له:
أين تذهب؟ فانك مقتول! فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وآسى الرجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبورا يغش ويرغما (1)
فلما سمع ذلك الحر منه تنحى عنه. وكان يسير بأصحابه في ناحية، وحسين [(عليه السلام)] في ناحية اخرى، حتى انتهوا الى:
[عذيب الهجانات] (2)
عذيب الهجانات، فاذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم، يجنبون فرسا لنافع بن هلال، ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي على فرسه، فلما انتهوا الى الحسين [(عليه السلام)] انشدوه هذه الأبيات:
يا ناقتي لا تذعري من زجري
وشمري قبل طلوع الفجر
بخير ركبان وخير سفر
حتى تحلي بكريم النجر
الماجد الحر رحيب الصدر
اتى به الله لخير أمر
ثمة أبقاه بقاء الدهر
فان عشت لم آن دم وإن مت لم الم
كفى بك ذلا أن تعيش وترغما
Page 173