439

(4) السية هي مخفف السيئة، ثم سهلت همزتها وقلبت ياء وأدغمت في أختها، كما أن السى مخفف السيئ، ومنه قول أفنون التغلبي (انظر اللسان 1: 91 والقصيدة 66 من المفضليات): أنى جزوا عامرا سيئا بفعلهم * أم كيف يجزوننى السوأى من الحسن (*) متى ما تجيئوا برجراجة * نجئكم بجأواء (1) خضرية فوارسها كأسود الضراب * طوال الرماح يمانيه قصار السيوف بأيديهم يطولها الخطو والنيه (2) يقول ابن هند إذا أقبلت * جزى الله خيرا جذاميه * فقال اليوم للنجاشي: أنت شاعر أهل العراق وفارسهم، فأجب الرجل فتنحى ساعة ثم أقبل يهدر مزبدا يقول: معاوى إن تأتنا مزبدا * بخضرية تلق رجراجه أسنتها من دماء الرجال * إذا جالت الخيل مجاجه فوارسها كأسود الضراب * إلى الله في القتل محتاجه وليست لدى الموت وقافة * وليست لدى الخوف فجفاجه (3)

وليس بهم غير جد اللقاء * إلى طول أسيافهم حاجه خطاهم مقدم أسيافهم * وأذرعهم غير خداجه وعندك من وقعهم مصدق * وقد أخرجت أمس إخراجه فشنت عليهم ببيض السيوف * بها فقع لجاجه (4) فقال أهل الشام: يا أخا بنى الحارث أروناها فإنها جيدة.

فأعادها عليهم حتى رووها.

وكانت الطلائع تلتقي، يستأمن بعضهم بعضا فيتحدثون.

[ قال نصر: وروى عمر بن سعد، عن الحارث بن حصيرة، عن ابن أبى

__________

(1) الجأواء: الكتيبة التى علاها الصدأ.

وفي الأصل: " بجا " فقط، وهذه المقطوعة وتاليتها لم تردا في مظنهما من ح.

(2) ينظر إلى قول الأخنس بن شهاب في المفضلية 41: وإن قصرت أسيافنا كان وصلها * خطانا إلى القوم الذين نضارب (3) الفجفاج: الكثير الصياح والجلبة.

وفي الأصل: " فجاجة " تحريف.

(4) كذا ورد هذا الشطر.

Page 454