339

(*) أحد من وقع الأشافى (1)، فإنك لا تزال تكثر في هوسك وتخبط في دهشك، وتنشب في مرسك، تخبط العشواء، في الليلة الحندس الظلماء.

قال : فأعجب معاوية ما سمع من كلام ابن هاشم فأمر به إلى السجن وكف عن قتله، فبعث إليه عمرو بأبيات يقولها له: أمرتك أمرا حازما فعصيتني * وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

وكان أبوه يا معاوية الذى * رماك على جد بحز الغلاصم فما برحوا حتى جرت من دمائنا * بصفين أمثال البحور الخضارم وهذا ابنه والمرء يشبه أصله * ستقرع إن أبقيته سن نادم فبلغ ذلك ابن هاشم وهو في محبسه فكتب إلى معاوية: معاوى إن المرء عمرا أبت له * ضغينة صدر ودها غير سالم (2) يرى لك قتلى يا ابن حرب وإنما * يرى ما يرى عمر وملوك الأعاجم على أنهم لا يقتلون أسيرهم * إذا كان منهم منعة للمسالم وقد كان منا يوم صفين نفرة * عليك جناها هاشم وابن هاشم قضى الله فيها ما قضى ثمت انقضى * وما ما مضى إلا كأضغاث حالم هي الوقعة العظمى التى تعرفونها * وكل على ما قد مضى غير نادم فإن تعف عنى تعف عن ذى قرابة * وإن تر قتلى تستحل محارمي

__________

(1) الأشافى: جمع إشفى، وهو مخصف الإسكاف.

وفي الأصل: " الأثافي " بالثاء، صوابه في ح (2: 276).

(2) في الأصل: " غشها غير سالم " وأثبت ما في ح.

Page 349