269

(*) لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية: ويحك، علام يقتتل الناس بينى وبينك، ويضرب بعضهم بعضا ؟ ! ابرز إلى فأينا قتل صاحبه فالأمر له.

فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد الله فيما ها هنا، أبارزه ؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنه إن نكلت عنه لم تزل (1) سبة عليك وعلى عقبك ما بقى عربي فقال معاوية: يا عمرو بن العاص، ليس مثلى يخدع عن نفسه.

والله ما بارز ابن أبى طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه.

ثم انصرف راجعا حتى انتهى إلى آخر الصفوف وعمرو معه.

[ فلما رأى على عليه السلام ذلك ضحك وعاد إلى موقفه ] وفي حديث عمر قال: قال معاوية: ويحك يا عمرو، ما أحمقك، أتراني أبرز إليه ودوني عك والأشعرون وجذام ؟ ! قال: وحقدها معاوية على عمرو [ باطنا ] وقال له [ ظاهرا ]: ما أظنك [ قلت ما قلته ] يا عمرو (2) إلا مازحا.

فلما جلس معاوية مجلسه مع أصحابه أقبل عمرو يمشى حتى جلس فقال معاوية: يا عمرو إنك قد قشرت لى العصا * برضاك في وسط العجاج برازى يا عمرو إنك قد أشرت بظنة * إن المبارز كالجدي النازى ما للملوك وللبراز وإنما * حتف المبارز خطفة للبازى (3)

ولقد أعدت فقلت مزحة مازح * والمزح يحمله مقال الهازى فإذا الذى منتك نفسك خاليا * قتلى، جزاك بما نويت الجازى فلقد كشفت قناعها مذمومة * ولقد لبست بها ثياب الخازى (4)

__________

(1) ح: " لم يزل " بالياء.

(2) ح: " أبا عبد الله ".

(3) في الأصل: " حسب المبارز حفظه من بازى " وأثبت ما كتب في هامش الأصل مشارا إليه بأنه كذلك في نسخة أخرى.

وقد لفق من عجز هذا البيت وصدر سابقة بيت واحد في ح فأسقط صدر هذا وعجز سابقه.

(4) في الأصل: " لبست بنا " صوابه في ح (1: 493).

Page 275