195

دع مالا ينفع من القول والفعل، وأجبنا فيما يعمنا (1) وإياك نفعه.

وتكلم يزيد بن قيس الأرحبى فقال: إنا لم نأتك إلا لنبلغك ما بعثنا به إليك، ولنؤدي عنك ما سمعنا منك، لن ندع أن ننصح لك، وأن نذكر ما ظننا أن لنا به عليك حجة، أو أنه راجع بك إلى الألفة والجماعة.

إن صاحبنا لمن قد عرفت وعرف المسلمون فضله، ولا أظنه يخفى عليك: أن أهل الدين والفضل لن يعدلوك بعلى عليه السلام، ولن يميلوا بينك وبينه (2).

فاتق الله يا معاوية، ولا تخالف عليا، فإنا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى، ولا أزهد في الدنيا، ولا أجمع لخصال الخير كلها منه.

فحمد الله معاوية وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة.

فأما الجماعة التى دعوتم إليها فنعما هي.

وأما الطاعة لصاحبكم فإنا لا نراها.

إن صاحبكم قتل خليفتنا، وفرق جماعتنا، وآوى ثأرنا وقتلتنا، وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله، فنحن لا نرد ذلك عليه، أرأيتم قتلة صاحبنا ؟ ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم ؟ فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.

فقال له شبث بن ربعى: أيسرك بالله يا معاوية أن أمكنت (3) من عمار ين ياسر فقتلته ؟ قال: وما يمنعنى من ذلك ؟ والله لو أمكننى صاحبكم (1) في الأصل: " يصيبنا " وكتب فوقه: " خ: يعمنا " وهو ما في ح والطبري.

(2) التمييل بين الشيئين: الترجيح بينهما.

تقول العرب: إنى لأميل بين ذينك الأمرين وأمايل بينهما أيهما آتى .

وفي الأصل: " يمثلوا " تحريف.

وفي ح: " ولا يميلون ".

(3) في الأصل: " أنك إن أمكنت " صوابه في ح.

وفي الطبزى: " أنك أمكنت ".

Page 198