Waqcat Siffin
وقعة صفين
(*) ومرة أبا الأعور السلمى، ومرة حبيب بن مسلمة الفهرى، ومرة ابن ذى الكلاع، ومرة عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ومرة شرحبيل بن السمط، ومرة حمزة بن مالك الهمداني.
فاقتتلوا ذا الحجة، وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرتين: أوله وآخره.
نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الله بن عاصم قال: حدثنى رجل من قومي، أن الأشتر خرج يوما فقاتل بصفين في رجال من القراء، ورجال من فرسان العرب، فاشتد قتالهم، فخرج علينا رجل لقل والله ما رأيت رجلا قط هو أطول ولا أعظم منه، فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه إنسان، وخرج إليه الأشتر فاختلفا ضربتين، وضربه الأشتر فقتله.
وايم الله لقد كنا أشفقنا عليه، وسألناه ألا يخرج إليه.
فلما قتله نادى مناد من أصحابه: يا سهم سهم بن أبى العيزار * يا خير من نعلمه من زار (1) وجاء رجل من الأزد فقال: أقسم بالله لأقتلن قاتلك.
فحمل على الأشتر [ وعطف عليه الأشتر (2) ] فضربه فإذا هو بين يدى فرسه، وحمل أصحابه فاستنقذوه جريحا، فقال أبو رقيقة السهمى (3): " كان هذا نارا فصادفت إعصارا ".
فاقتتل الناس ذا الحجة كله، فلما مضى ذو الحجة تداعى الناس أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضى المحرم، لعل الله أن يجرى صلحا
واجتماعا.
فكف الناس بعضهم عن بعض.
__________
(1) زار: مرخم زارة، وهم بطن من الأزد.
انظر الاشتقاق 288.
وقد أنشد الطبري الرجز في (5: 243) وعقب عليه بقوله: " وزارة حى من الأزد ".
وفي الأصل " من نعلم من نزار "، صوابه من الطبري.
(2) التكملة من الطبري (5: 243) (3) في الطبري: " أبو رفيقة الفهمى ".
Page 196