Waqcat Siffin
وقعة صفين
(*) يا عوف لو كنت امرأ حازما * لم تبرز الدهر إلى علقمه لاقيت ليثا أسدا باسلا * يأخذ بالأنفاس والغلصمه لاقيته قرنا له سطوة * يفترس الأقران في الملحمه ما كان في نصر امرئ ظالم * ما يدرك الجنة والمرحمه ما لابن صخر حرمة ترتجى * لها ثواب الله بل مندمه لاقيت ما لاقى غداة الوغى * من أدرك الأبطال يا ابن الأمه ضيعت حق الله في نصرة * للظالم المعروف بالمظلمه إن أبا سفيان من قبله * لم يك مثل العصبة المسلمه لكنه نافق في دينه * من خشية القتل على المرغمة بعدا لصخر مع أشياعه * في جاحم النار لدى المضرمه (1) فمكثوا على ذلك حتى كان ذو الحجة، فجعل على يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة فيقاتل، ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه آخر، فيقتتلان في خيلها ورجلهما ثم ينصرفان، وأخذوا يكرهون أن يتراجعوا بجميع الفيلق من العراق وأهل الشام، مخافة الاستئصال والهلاك.
وكان على عليه السلام يخرج الأشتر مرة في خيله، وحجر بن عدى مرة، وشبث بن ربعي التميمي مرة، ومرة خالد بن المعمر السدوسى، ومرة زياد بن النضر الحارثى، ومرة زياد بن جعفر الكندى، ومرة سعد بن قيس الهمداني، ومرة معقل بن قيس الرياحي
ومرة قيس بن سعد بن عبادة.
وكان أكثر القوم حروبا الأشتر.
وكان معاوية يخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومى،
__________
(1) جاحم النار: معظمها وموضع الشدة فيها.
والمضرمة: مصدر ميمى من الضرم، وهو اشتعال النار والتهابها.
Page 195