154

(*) سار بأصحابه، فلما بلغ معاوية مسيره إليه سار بقضه وقضيضه نحو على عليه السلام، واستعمل على مقدمته سفيان بن عمرو، وعلى ساقته ابن أرطاة العامري - يعنى بسرا (1) - فساروا حتى توافوا جميعا بقناصرين (2) إلى جنب صفين.

فأتى الأشتر صاحب مقدمة معاوية وقد سبقه إلى المعسكر على الماء، وكان الأشتر في أربعة آلاف من متبصرى أهل العراق، فأزالوا أبا الأعور

عن معسكره، وأقبل معاوية في جميع الفيلق (3) [ بقضه وقضيضه ]، فلما رأى ذلك الأشتر انحاز إلى على عليه السلام وغلب معاوية على الماء، وحال بين أهل العراق وبينه، وأقبل على عليه السلام حتى إذا أراد المعسكر إذا القوم قد حالوا بينه وبين الماء.

ثم رجع إلى الحديث بإسناده إلى الأول.

ثم إن عليا عليه السلام طلب موضعا لعسكره، وأمر الناس أن يضعوا أثقالهم - وهم مائة ألف أو يزيدون - فلما نزلوا تسرع فوارس من فوارس على على خيلهم إلى معاوية وكانوا في ثلاثين ومائة - ولم ينزل بعد معاوية، فناوشوهم القتال واقتتلوا هويا (4).

__________

(1) بعده في ح (1: 291): " وعلى الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ودفع اللواء إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وجعل على الميمنة حبيب بن مسلمة الفهرى، وعلى الميسرة عبد الله بن عمرو بن العاص، وعلى الرجالة من الميسرة حابس بن سعيد الطائى وعلى خيل دمشق الضحاك بن قيس الفهرى، وعلى رجالة أهل دمشق يزيد بن أسد بن كرز البجلى، وعلى أهل حمص ذا الكلاع، وعلى أهل فلسطين مسلمة بن مخلد ".

وسيأتى هذا الكلام في نهاية هذا الجزء الثالث من الكتاب.

(2) لم يذكره ياقوت.

وفي القاموس: " وقناصرين بالضم: موضع بالشام ".

(3) في الأصل: " جمع الفيلق " صوابه في ح (1: 325).

(4) الهوى، بفتح الهاء وكسر الواو وتشديد الياء: الحين الطويل من الزمان.

وبالضم: السرعة، يقال هوت الناقة تهوى هويا، إذا عدت عدوا شديدا أرفع العدو.

Page 157