لهذا ومرة لهذا. وصار ابو يزيد يرسل السرايا فيقطع الطريق بين المهدية والقيروان وسوسة. ثم انه أرسل الى المنصور يسال أن يسلم اليه حرمه وعياله الذين خلفهم بالقيروان. وأخذهم المنصور. فان فعل ذلك دخل في طاعته على أن يؤمنه وعياله وأصحابه وحلف له بأغلظ الايمان على ذلك فأجابه المنصور الى ما طلب وأحضرهم اليه مكرمين بعد أن وصلهم وأحسن كسوتهم وأكرمهم. فلما وصلوا اليه نكث جميع ما عقده. وقال انما وجههم خوفا وانقضت سنة أربع وثلاثين وثلثمائة. ودخلت سنة خمس وثلاثين وثلثمائة وهم على حالهم في القتال ففي خامس المحرم منها زحف أبو يزيد. وركب المنصور. وكان بين الفريقين قتال ما سمع بمثله وأسفرت الحرب عن هزيمة ابي يزيد الى تاه مديت. وقتل من اصحابه ما لا يحصى. فكان ما أخذه أطفال أهل القيروان من رؤس القتلى عشرة آلاف رأس. قال وتجهز المنصور في أثره. وكان كلما قصد موضعا يتحصن فيه سبقه المنصور حتى وصل طبنة فوصلت رسل محمد بن خزر الزناتي. وهو من أعيان أصحاب ابي يزيد يطلب الأمان فأمنه المنصور. وأمره أن يرصد أبا يزيد. واستمر الهرب بأبي يزيد حتى وصل الى جبل للبربر يسمى برزال. وأهله على مذهبه وسلك الرمان ليختفي أثره. فاجتمع معه خلق كثير فعاد الى
Page 214