181

تقاتلوهم حتى يبدءوكم بالقتال. فواقفوهم ولم يقاتلوهم. فرمى رجل من أهل المدينة بسهم في عسكر أبي حمزة فجرح منهم رجلا ، فقال أبو حمزة شأنكم الآن فقد حل قتالهم فحملوا عليهم فثبت بعضهم لبعض ، وراية قريش مع ابراهيم بن عبدالله بن مطيع. ثم انكشف أهل المدينة. فلم يتبعوهم ، وكان على عامتهم صخر بن الجهم ابن حذيفة العدوي فكبر وكبر الناس فقاتلوا قليلا ، ثم انهزموا. فلم يبعدوا حتى كبر ثانية فثبت معه ناس وقاتلوا ثم انهزموا هزيمة لم يبق بعدهم منهم باقية ، فقال علي بن الحصين لأبي حمزة اتبع آثار القوم أو دعني اتبعهم فاقتل المدبر وأدفف على الجريح فان هؤلاء شر علينا من أهل الشام. ولم قد جاء أهل الشام غدا لرأيت من هؤلاء ما تكره. قال لا افعل ولا أخالف سيرة أسلافنا وأخذ جماعة منهم اسرى ، وأراد اطلاقهم. فمنعه على بن الحصين. وقال أن لكل زمان سيرة. وهؤلاء لم يؤسروا وهم هراب وإنما أسروا وهم يقاتلون. ولو قتلوا في ذلك الوقت لم يحرم قتلهم. وهكذا الآن.

وكان ابو حمزة اذا رأى رجلا من قريش قتله واذا رأى رجلا من الأنصار أطلقه. قال ابو الفرج وذلك لأن قريشا كانوا اكثر الجيش. وبهم كانت الشوكة.

Page 188