بالتّعليق ورجّحت الصّواب بعد التعليل وأحلت على الموارد التي أدّت إلى هذا الترجيح.
وهذه الطّريقة فيما أرى هي الأولى بالاتباع لأنّ مثل هذه المقابلات تؤدي- كما يظهر في تعليقاتي على النّص- إلى ضبطه وضبط مادته من غير إثقال هوامش الكتاب بتعريفات لا مسوغ لها يستطيع كلّ أحد أن يستخرجها من الكتب بسهولة ويسر.
ميزات الكتاب وفوائده:
وأرى من المفيد أن ألخص في نهاية هذه المقدمة الوجيزة ميزات كتاب «الوجيز» وفوائده لطلاب الدراسات القرآنية عامة، ولدارسي علم القراءات خاصة، فأقول:
١ - إنه من الكتب المتقدمة زمنيا في علم القراءات، ومؤلفه أحد أبرز العلماء في هذا الفن، لذلك صار مصدرا لكثير من المؤلفين الذين جاءوا بعده.
٢ - وضوح منهج الكتاب، ومراعاة الناحية التعليمية في هذا المنهج، لذا لا نجد فيها إحالات كثيرة، بل قد يعيد المصنف ما يجده ضروريا في موضعه، وهو أمر يساعد طلبة هذا العلم ويرسخ المادة في أذهانهم.
٣ - إن الكتاب من الكتب القليلة التي تبحث في القراءات الثمان، وقراءة يعقوب التي أضافها المصنف للقراءات السبع من القراءات المعتبرة، يظهر ذلك في القائمة التي ذكرها العلامة شمس الدين الجزري في مقدمة «النشر».
٤ - ومما يعلى شأن هذا الكتاب أن مؤلفه ذكر بعضا من أوجه القراءات التي تفرد بذكرها، فما أخذه عن شيوخه.
٥ - إن الكتاب ظل حبيسا في خزائن الكتب الخطية حتى هيأ الله سبحانه الأسباب ليخرج محققا على وفق أحدث الطرائق العلمية في التحقيق والتدقيق، فضلا عن المراجعة الشاملة، والطباعة الأنيقة الفاخرة.
ولا بد لي وقد أنهيت تحقيق هذا الكتاب أن أتقدم بالشكر إلى أستاذي الدكتور حاتم الضامن الذي أشرف على تحقيق النص حين قدمته لنيل رتبة الماجستير من جامعة بغداد، وإلى السيد محمد عبد الكريم على أريحيته وكرمه حين أهداني نسخته المصورة من مخطوطة الوجيز، وإلى ابن عمتي وأستاذي محقق العصر الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف الذي فتح لي خزانة كتبه الغنية بنفائس المخطوطات المصورة، وواكب تحقيق النص فراجعه وقرأه غير مرة حتى ظهر بهذه الهيئة الأدبية البارعة النافعة، جزاهم الله عني خير الجزاء ووفقهم إنه سميع الدعاء.
الدكتور دريد حسن أحمد
1 / 59