153
﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ يعني: شهداء أُحدٍ ﴿أمواتًا بل أحياء﴾ بل هم أحياءٌ ﴿عند ربهم﴾ في دار كرامته لأنَّ أرواحهم في أجواف طيرٍ خضرٍ ﴿يرزقون﴾ يأكلون
﴿فرحين﴾ مسرورين ﴿بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لم يلحقوا بهم من خلفهم﴾ ويفرحون بإخوانهم الذين فارقوهم يرجون لهم الشَّهادة فينالون مثلَ ما نالوا ﴿ألاَّ خوفٌ عليهم﴾ أَيْ: بأن لا خوفٌ عليهم يعني: على إخوانهم المؤمنين إذا لحقوا بهم
قال تعالى ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ أجابوهما ﴿من بعد ما أصابهم القرح﴾ أَيْ: الجراحات ﴿للذين أحسنوا منهم﴾ بطاعة الرَّسول واتَّقوا مخالفته ﴿أجر عظيم﴾ نزلت في الذين أطاعوا الرَّسول حين ندبهم للخروج في طلب أبي سفيان يوم أُحدٍ لمَّا همَّ أبو سفيان بالانصراف إلى محمَّدٍ ﵇ وأصحابه ليستأصلوهم
﴿الذين قال لهم الناس﴾ الآية كان أبو سفيان واعد رسول الله ﷺ أنْ يوافيه العام المقبل من يوم أُحدٍ بِبَدْرٍ الصُّغرى فلمَّا كان العام المقبل بعث نعيم بن مسعود الأشجعيِّ ليجبِّن المؤمنين عن لقائه وهو قوله: ﴿الذين﴾ يعني: المؤمنين ﴿قال لهم الناس﴾ يعني: نعيم بن مسعود ﴿إنَّ الناس﴾ يعني: أبا سفيان وأصحابه ﴿قد جمعوا﴾ باللطيمة سوق مكة ﴿لكم فاخشوهم﴾ ولا تأتوهم ﴿فزادهم﴾ ذلك القول ﴿إيمانًا﴾ أَيْ: ثبوتًا في دينهم وإقامةً على نصرة نبيِّهم ﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ أَيْ: الذي يكفينا أمرهم هو الله ﴿ونِعْمَ الوكيل﴾ أَيْ: الموكول إليه الأمر

1 / 243