تَرْجَمَة الْمُصَنِّفِ (١)
هوَ سِرَاجُ الدِّينِ أبُو عَبْدِ اللَّه الْحُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، الدُّجَيْلِيُّ (٢) ثُمَ الْبَغْدَادِيُّ، الْفَقِيهُ الْمُتَفَنِّنُ، الْمُقْرِئُ، الْفَرَضِيُّ، النَّحْوِيُّ، الأدِيبُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَسِتمِائَةٍ.
حَفِظَ الْقُرْآنَ في صِبَاهُ، وَيُقالُ: إِنهُ تَلَقَّنَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ في مَجْلِسَيْنِ، وَالْحَوَامِيمَ في سَبْعَةِ أَيَّامٍ. كَانَ خَيِّرا فَاضِلًا، ذَكِيًّا، مُتَمَسِّكًا بِالسُّنَّةِ، كَثِيرَ الذِّكْرِ، حَسَنَ الشَّكْلِ دَمِثَ الأَخْلَاقِ، مُتَوَاضِعًا. وَكَانَ في مَبْدَأِ أَمْرِهِ يَسْلُكُ طَرِيقَ الزُّهْدِ وَالتَّقَشُّفِ الْبَلِيغِ وَالْعِبَادَةِ الْكَثِيرَةِ، ثُمَّ فُتِحَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَوْرَادٌ وَنَوَافِلُ.