فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وهو إصلاح بين المسلمين المتقاتلين،
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، هو إصلاح بين الإخوة، وجميع المؤمنين إخوة،
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ، الصلح خير وسلام وأمن وطمأنينة، ودليل على كرم النفس،
والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح . رعاية اليتامى إصلاح لهم،
ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، فالإصلاح بين البشر قبل أن يكون في الأرض، فالبشر هم سادة الأرض.
والإصلاح بعد التوبة من الظلم،
فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه ، الإصلاح تكفير عن الذنب، وتحول من الظلم إلى العدل، ومن التكبر إلى التواضع، الإصلاح عود إلى الطريق المستقيم، طريق الطبيعة المتجهة نحو الكمال، وتصحيح للانحراف الذي يدمر الطبيعة ويرجع مسارها إلى الوراء.
وجزاء الصلاح جنات عدن، فالعمل الصالح هو الطريق إلى الآخرة، الصالحون والصالحات على حد سواء، بل إن الصالحات أكثر استعمالا من الصالحين حوالي الضعف، وكلاهما أصحاب وصاحبات الأعمال الصالحة؛ لذلك قرن الإيمان بالعمل الصالح بصرف النظر عن الإيمان بماذا والصلاح لمن، وقد جعل المعتزلة من مبادئهم رعاية الصلاح والأصلح كأحد الواجبات العقلية من الله وعلى الإنسان، والمصالح العامة المصدر الأول للتشريع والقادر على إحكام اشتباه النصوص.
الإصلاح هو سبب بقاء الشعوب في التاريخ والإفساد سبب انهيارها،
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ، فالتاريخ مسار نحو التقدم، والإصلاح فاعله الرئيسي، والمحافظ عليه. الإصلاح هو السبيل إلى نهضة الأمم ، والإفساد سبب تأخرها، فالصالحون لهم وراثة الأرض،
Unknown page