88

Wahid Fi Suluk

Genres

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد عليها أكثر مما عداها، وترتكب الأهوال في تحصيلها، حتى إذا ظهرت له صورة العقل والكمال، طلبت نفسه العلو والرئاسة، وحييذ يترك لهما شهوة النكاح وكلك ما كان دوها وطلب صفات الكمال، وشغف بها الشغف الكلي وأحت كل من اتصف ها من نبي أو ولي أو صديق حتى استكملت في رسول الله فأحببته هذا الحب الذي هو حقيقة امانك وحبك لربك ك.

وإذاكان هذا حبك لصفات الكمال المخلوقة في نبيك، فما ظنك بصفات خالقك ومالكك وموجدك من العدم المحض؟! واحب الوجود والكرم وكمال صفاته وعلو ذاته العلية القديمة الأزلية، وخالق كل شيء، ومالك كل شيء، موجد الموجودات من العدم، وباعث الأموات والرمم، فمحبتك له تعالى وتقديسه بحسب ما تعرف إليك به من محبته بأوصاف كماله وجماله وجلاله وعلو شأنه وعنايته، واستحقاقه للكمال من وجه وبكل وجه، واستحالة النقص عليه من كل وجه وبكل وجه، وهي صفة قديمة باقية قائمة بداته.

فلو ظهر لك منها لمحة بارق أو خيال طارق، لردك إلى الفناء بالإلحاق واستولى على وجودك الذهاب والمحاق، ولصارت ذاتك بعد الوجود إلى العدم لاستيلاء صفات القدم؛ لأنه لا مقابلة لصفات الحادث بصفات القدتم، ولا ملائمة له في الحديث ولا القدم، فكيف اذا تحلي الذات؟ ورفع حجاب العزة عن الوجه الكرثم، ونور السبحات إذا لأحرق الكون بالكلية ولانعدمت الأولية والأخروية.

أخبريي الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- أن فقيرا حصل له حضور فلم ملك أن يبول ومسك ذكره، ومات لقوة الحضور والشهود، فلم يجد في الكون مكانا يبول فيه فمات، وقد هلك جمع كثير من قوة الحضور والشهود وإن كان هذا الشهود من حيث أنفسهم وظهور الحق لا قوة للبشرية على تحليه فإنه يفنيه ولا يبقيه فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخو موسى صعقا} [الأعراف: 143] فلولا ما من به من الألطاف من حجاب الرحمة على هذه الأوصاف لذهلت العقول وطاشت الألباب ولشغلهم ما أدهشهم عن الطعام والشراب، ولانقطع النسل من عدم النكاح وانفصل العقل عن

Page 88