172

Wahid Fi Suluk

Genres

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد يكادون يستترون، فوقع في نفسه منها شيء، وعرفت ذلك وبقيت أقصد راحة الشيخ، وكان رجلأ صالحا، وبقيث أشتهي وفاة والدي حتى أزوجها له، فحصل للشيخ مرض وأظنه من ذلك، فقلت لوالدتي: اطلبي من الأمير أن يجيء بالشيخ إلى الدار فتخدميه فيحصل لك الجنة.

فكلمت الأمير فأحضر الشيخ من المسجد ، وجعلت تسلق له الفروج بنفسها وبقيت أسمعه كلامها وأقول لهاء تخدميه كل ذلك ليجد راحته، فلما حصل للشيخ العافية ودخل الحمام، قلت لوالدتي: رؤحي عليه وتركتها عنده وقلت في نفسي: يا ترى ايش يعمل الشيخ؟ وأنا في مكان أراه فاستيقظ الشيخ وخرج فتبعته، فقال لي: يا محمد عرفت جميع ما فعلت، وأنت يجيء منك شيخ من المشايخ لكن يا محمد مثالك مثال من نقى قفة قمح من الطين والقصل والتراب، فلما فرغ أخذ كق زبل رماه عليها، فقلت يا سيدي؛ وكيف ذلك؟ فقال: يا ولدي، تقول في نفسٹ يا ترى إيش يعمل الشيخ؟ والله يا ولدي، الفقراء ما يعملون شيئاء ثم طلبته فلم أره بعد ذلك.

وما حكاه أيضا عن فقير كان سبب سلوكه وطلبه ووصلته، قال: كان عندنا أوزة معلقة، فجعل القط يرقبها ببصره لا يفتر عنها من أول الليل إلى الصبح وهو جموع ناظره إليها، فتفكرت في ذلك القط وملاحظته وسهره طول ليله فكان سبب سلوكي وما حكاه لي عن الشيخ تاج الدين السريسي، رحمه الله تعالى-، أنه كان يعمل للفقراء كل سنة عسلة تسمى عسلة تاج الدين، فكان يشتري قناطير صابون وبحتمع الفقراء من الأماكن والبلاد إليه، ويذبح الذبائح ويعمل الولائم.

فاتفق أته عمل للفقراء سماعا، فقام فقير وتواجد وأطال، فقال الشيخ: اقعدوا وبقي الفقير على حاله، ثم بعد ذلك لما قعدوا ما بقي على حاله، والشك مني في ذلك فحصل للشيخ تاج الدين بعد ذلك طيبة فأراد القيام، فقال ذلك الفقير: اقعد،

فأقعد الشيخ إلى أن مات ولم يوجد ذلك الفقير بعد ذلك.

وأخبريي الشيخ عبد العزيز أنه كان يأتي إلى هذا الشيخ تاج الدين، فيطعمه قمحية، وتكون عنده الأطعمة كثيرة فما يقدم لي إلا قمحية كل وقت، فقلت له: أنا ما أريد قمحية، فقال لي: والله ما أطعمتك القمحية إلا لأن الخضر اللية قال لأم عبد

Page 172