============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لم أدر ما غربة الأوطان وهو معي وخاطري حيث كنا غير منزعج فالداز داري وحتي حاضو ومتى بذا فمنعرخ الجرعاء منعرج(1) والأبيات مشهورة للسيد ابن الفارض، ولقد جاءت العرب بالماء، فرغبوا في أخذ المال، وتركوا الناس وكانوا يعطوهم المائة دينار فما فوقها حتى يسقوهم، وكانت الأموال ملقاة في البرية ما لها من يأخذها، ولقد قلت: لحسن مع كونه كان كثير السؤال يا حسن لم لا تأخذ لك من هذا المال؟ فقال: وأنا حي حتى آخذ شيئا؟ ونفرث نفسه، فقلت له: يا حسن الفقير ينفر من الدنيا في حال صحته وأمله كما تنفر أنت في حال تحققك بالموت.
ويمن رأيناهم من المؤثرين على أنفسهم جماعة لكنهم متفاوتون في الإيثار على أنفسهم، والمؤثرون بالأنفس قليل.
وممن رأيناهم الشيخ محد الدين بن دقيق العيد القشيري، رحمه الله تعالى-، كان يصوم الدهر ويتلو القرآن، رأيته وعليه عرقشين خام بلا أكمام يبله بالماء ويلبسه، وكلما نشف بله وكان في الصيف، والمأثور عنه أنه كان اكثر أوقاته يوثر بعشائه، وله أوصاف حليلة نذكرها إن شاء الله في موضعها.
ومنهم الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ مفرج الدماميني(14 رحمه الله تعالى عاهدني وأشهد الله تعالى عليه في التصرف فيما يملكه في الدنيا وفيما له من الحسنات في الآخرة.
ومنهم امرأة كانت تؤثر بعشائها مع الحاجة، وتؤثر في مرضها بما تأي به لضرورة المرض، ولقد رأيتها مرة وقد قيل لها أن فقيرا له زوحة وما على رأسها شيء، وهي تطلب شيئا لرأسها فرأيتها بادرت وخلعت القناع الذي على رأسها وبقيت مكشوفة الرأس، فقال لهاء أحد أولادها وكان فقيها- هذا ما يجوز فبكت وتغيرت، وكانت حالة غالبة عليها فقلت له دغها فوضعت شيئا على رأسها، رحمها الله تعالى، ومنهم زين الدين عيسى بن المظفر الأرمنتي، وحكايته مشهورة آنه وجد شخصا 1) البيتان من البسيط، وهما لابن الفارض في ("الكشكول)) لبهاء الدين العاملي ص (1310) .
(2) لوالده الشيخ مفرج حكاية مشهورة أنه أحضر عنده فراخ مشوية، فقال لهأ طيري، فطارت انظر: الطبقات الصغرى للمناوي (6،3/4).
Page 122