============================================================
116 الوحيد في سلوك أهل التوحيد من صومعته ويشير إليهم فيرجعون مسرورين بالمغفرة، قال: فسافرت إلى أن وصلت ذلك المكان في ذلك الوقت المخصوص، فرأيت الناس كأهم حشروا للحشر، وإذا بالراهب قد طلع وأشار إليهم فرجعوا مسرورين فليا لم يبق أحد ناديت: يا راهب، فاطلع على فقلت له: والله لا فارقت هنا أو تطلعني إلى عندك فانظر في أمرك قال فلما علم مني الحد نزل وقلع حجرا وأدخلني في موضعه ورده إلى مكانه وأطلعني الصومعة.
قال: فوجدته على دين السيد إبراهيم الليهلل، وبين يديه الصحف، ولم تبلغه الدعوة فقلت له: ما اسمك؟ فقال لي اسمي وأفرسم.
فقلت: منذكم سنة وأنت هنا؟ قال: منذ خمسين سنة، فقلت له: إن هذه الشريعة نسخت بشريعة نبينا محتد ل فقال: بماذا جاء؟
فقلت: بالقرآن فقال: اقرأ على شيئا، فقرأت عليه فقال: هو هو، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمذا رسول الله: ثم سميته عليا، ثم سألني عن الشنة؛ فحلست عنده أحد عشر يوما فما بقي يحتاج إلى شيء لأنه كان عالما في نفسه، قال ثم تزلت من عنده وسافرت إلى بلد يضيق الوقت عن ذكرها وطولها وعرضها قال فبينما أنا أمشي وإذا أنا بشيخ يمشي وخلفه خمسمائة فقير وكأن الطير على رعوسهم، وبين يديه شاب جميل الصورة قال: فمشيت معهم إلى آن وصلوا إلى المسحد الجامع فدخلوا وتقدم الشيخ فصلى هم، ووقفوا خلفه ولم أجد لي مكايا أصلي فيه في الصف، ففسح لي شخص وأدخلي في الصف على سجادته، فلما سلم نظرت اليه لأجده عليا الهندي -أي الراهب الذي كنت عنده - فقلت له: شيخ علي؟ قال: نعم فقلت له: وما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقال لي: لما فارقتني وجدت عندي شوقا إلى إخواي الفقراء، فتزلت وطفت البلاد فوجدت هذا الشيخ، وطريقه عجيبة فامض معنا ننظر هذه الطريق، فقلت له: وما هذا الشاب؟ فقال: هذا خادمه، وعنده خادم آحسن صورة منه اسمه عمر: قال: فمشيت معهم إلى آن وصلوا إلى دار عجيبة تصلح للملوك فطرق الباب ففتح عمر، ودخلنا إلى إيوان جلس الفقراء جميعهم في الإيوان، وربما لم يكمل ودخل
Page 105