Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Investigator
مصطفى عبد القادر عطا
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1408هـ-1988م
Publisher Location
بيروت / لبنان
( فعمد أحدهم فأضجعني ، ثم شق صدري ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها ، ثم أعادها مكانها . ثم قام الثاني منهم فقال لصاحبه : تنح . فتنحى عني ، ثم أدخل يده في جوفي وأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه ثم أخرج من مضغة سوداء فرمى بها ، ثم قال بيده منه كأنه يتناول شيئا ، فإذا أنا بخاتم في يده من نور يحار الناظرون دونه . فختم به قلبي فامتلأ نورا ، ثم أعاده مكانه فوجدت برد الخاتم في قلبي دهرا . ثم قال الثالث : تنح . فأمر يده من مفرق صدري إلى منتهى عانتي ، فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ، ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا . ثم ضموني إلى صدورهم وقبلوا ما بين رأسي وبين عيني وقالوا : يا حبيب الله لم تزع إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك ) . | قال : ( فبينا نحن كذلك إذا أنا بالحي قد جاؤوا بحذافيرهم ، وإذا أمي ، وهي ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها : يا ضعيفاه ، يا حبذاه يا سماه ) . | ( فأكبوا علي فقبلوا رأسي وما بين عيني وقالوا : حبذا أنت من ضعيف . ثم قالت ظئرى : أمستضعف أنت من بين أصحابك فقتلت لضعفك . ثم ضمتني إلى صدرها ) . | ( فوالذي نفسي بيده إني لفي حجرها وإن يدي لفي يد بعضهم ، وظننت أن القوم يبصرونهم فإذا هم لا يبصرون ) . | ( فقال بعض القوم : إن هذا الغلام به لمم أو طائف من الجن ) . | ( فذهبوا بي إلى الكاهن فقصوا عليه قصتي ، فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمره منكم ) . | ( فسألني فقصصت عليه قصتي ، فوثب إلي فضمني إلى صدره ثم نادى بأعلى صوته : يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى إن تركتموه وأدرك ليبدلن دينكم ) . | ( ثم احتملوني . فهذا بدء شأني ) . | وقال زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما قامت سوق عكاظ انطلقت حليمة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم . | فلما نظر إليه صاح وقال : يا معشر هذيل يا معشر العرب . | فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم فقال : اقتلوا هذا الصبي . | وانسلت به حليمة . | فجعل الناس يقولون أي صبي ؟ فيقول : هذا الصبي . فلا يرون شيئا . قد انطلقت به أمه . فيقال له ما هو ؟ فيقول : رأيت غلاما ، وآلهته ، ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرون أمره عليكم . | فطلب بعكاظ فلم يوجد . | قال محمد بن عمر : وجعل الشيخ الهذلي يصيح : يا هذيل ، وآلهته ، إن هذا لينتظر أمرا من السماء . وجعل يغري بالنبي صلى الله عليه وسلم . فلم ينشب أن وله وذهب عقله ، حتى مات كافرا .
عن ابن عباس قال : خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مع أخته ، فقالت أبني ما هذا الحر الذي أنت فيه ؟ فقالت أخته : يا أماه ما وجد أخي حرا ، رأيت غمامة تظل عليه ، فإذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع . | وقد روينا أن حليمة قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقد زوج خديجة ، فشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية . | فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة . فانصرفت إلى أهلها . | ثم قدمت عليه بعد الإسلام فأسلمت هي وزوجها وبايعا .
عن محمد بن المنكدر قال : استأذنت امرأة على النبي صلى الله عليه وسلم كانت أرضعته ، فلما دخلت عليه قال : أمي أمي . وعمد إلى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه . | وقد روي أنها جاءت إلى أبي بكر بعده فأكرمها وإلى عمر ففعل مثل ذلك . | وقد روي أنه أعيد شرح صدره بعد أن تم له عشر سنين .
Page 111