Al-wafā bi-aḥwāl al-Muṣṭafā
الوفا بأحوال المصطفى
Editor
مصطفى عبد القادر عطا
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1408هـ-1988م
Publisher Location
بيروت / لبنان
عن أنس بن مالك أنه سئل : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء ؟ | قال : نعم ، بينا هو في جمعة يخطب الناس ، فقيل له : يا رسول الله ، قحط المطر ، وأجدبت الأرض ، فادع الله عز وجل . | فرفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه ، فاستسقى وما في السماء سحابة ، فما قضينا الصلاة حتى إن الشاب القريب الدار ليهمه الرجوع إلى أهله ، فدامت جمعة ، فلما كانت الجمعة الأخرى قالوا : يا رسول الله ، تهدمت البيوت ، واحتبس الركبان ، وهلك المال . | فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بيده هذا ، ففرق بين يديه : ( اللهم حوالينا ولا علينا ) . | قال : فتكشطت عن المدينة .
عن عائشة بنت سعد : أن أباها حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل واديا دهسا لا ماء به ، وسبقه المشركون إلى القلب فنزلوا عليها ، وأصاب المسلمين العطش ، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجم النفاق ، وقال بعض المنافقين : لو كان نبيا كما يزعم لاستسقى لقومه كما استسقى موسى . | فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أو قالوها عسى أن يسقيكم ) . | ثم بسط كفيه وقال : ( اللهم جللنا سحابا كثيفا مغدودقا تضحك منه الأرجاء تمطرنا منه رذاذا قد قطع سجلا نعاقا ، يا ذا الجلال والإكرام ) . | فما رد يديه من ردائه حتى أظلتنا سحابة تتلون في كل صفة وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات السحاب . | قال : ثم أمطرنا الضروب التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأفعم السيل الوادي ، فشرب الناس وارتووا .
عن أنس قال : لما كان يوم الحدييبية ، هبط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم ، يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عليهم ، وأخذوا مال عفان فعفا عنهم ونزلت هذه الآية : { س 48 ش 24 وهو صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان صلى الله عليه وسلم
1649 ; لله بما تعملون بصيرا } | ( الفتح : 24 ) | .
Page 353