Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Investigator
مصطفى عبد القادر عطا
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1408هـ-1988م
Publisher Location
بيروت / لبنان
عن أبي قتادة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم ، وتأتون الماء غدا إن شاء الله ) . | فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى ابهار الليل وأنا إلى جنبه ، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمال عن راحلته ، فأتيت فدعمته قبل أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته . | ثم سار حتى تهور الليل ، فمال عن راحلته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل . | ثم سار حتى كان من آخر السحر مال ميلة أشد من ( الميلتين ) الأولتين حتى كاد ينجفل ، فأتيته فدعمته . | فرفع رأسه فقال : ( من هذا ؟ ) . | قلت : أبو قتادة . | قال : ( متى كان هذا مسيرك مني ؟ ) . | قال : ما زال هذا مسيري منذ الليلة . | قال : ( حفظك ( الله ) بما حفظت به نبيه ) . | ثم قال : ( هل ترانا نخفى على الناس ؟ ) ثم قال : ( هل ترى من أحد ؟ ) . | قلت : هذا راكب . ثم قلت : هذا راكب آخر حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب . | فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق ، فوضع رأسه ( ثم ) قال : ( احفظ علينا صلاتنا ) . | فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره ، فقمنا فزعين ، ثم قال : ( اركبوا ) . | فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل فدعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء ، فتوضأ منها ، وبقي فيها شيء من ماء ، ثم قال لأبي قتادة : ( احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ ) . | ثم أذن بلال بالصلاة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ثم صلى الغداة فصنع كما ( كان ) يصنع كل يوم وركب وركبنا معه . | فجعل بعضنا يهمس إلى بعض : ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ | فقال : ( أما لكم في أسوة ؟ ) ثم قال : ( أما إنه ليس التفريط في النوم ، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ) . | فانتهينا إلى الناس وهم يقولون : يا رسول الله ، هلكنا عطشا . | فقال : ( لا هلك عليكم ) . | ثم قال : ( أطلقوا لي غمري ) . ودعا بالميضأة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب ، وأبو قتادة يسقيهم ، فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضأة فتكابوا عليها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحسنوا الملأ كلكم سيروى ) . | فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم ، حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم . | ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( اشرب ) . | قلت : لا أشرب حتى يشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . | قال : ( إن ساقي القوم آخرهم شربا ) . | فشربت وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى الناس ( الماء ) جامين رواء . |
2 ( الباب السابع | في ذكر نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم
) 2
عن أنس بن مالك : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان بالزوراء ، فأتي بإناء فيه ماء لا يغمر أصابعه ، فأمر أصحابه أن يتوضؤوا ، فوضع كفه في الماء ، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه ، حتى توضأ القوم . | فقلت لأنس : كم كنتم ؟ قال : كنا ثلاثمائة . | أخرجاه .
Page 292