Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Investigator
مصطفى عبد القادر عطا
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1408هـ-1988م
Publisher Location
بيروت / لبنان
عن ابن جميع قال : لما حضرت أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر الوفاة قالوا له : قد كنا نأمرك بالتزويج في شبابك فتأبى ، وهذا أخوك الخزرج له خمس بنين ، وليس لك غير مالك . | فقال : لن يهلك هالك ترك مثل مالك . | وأنشد : | ألم يأت قومي أن لله دعوة | يفوز بها أهل السعادة والبر | إذا بعث المبعوث من آل غالب | بمكة فيما بين زمزم والحجر | هنالك فابغوا نصره ببلادكم | بني عامر إن السعادة في النصر | وكان أولئك الذين عرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعون من اليهود أنه قد أظل زمان نبي . | فلما كلمهم قال بعضهم لبعض : والله إنه للنبي الذي تعدكم يهود فلا يسبقنكم إليه . | فأجابوه وانصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا . | وكانوا ستة نفر : أسعد بن زرارة ، وعوف بن عفراء ، ورافع بن مالك ، وقطبة بن عامر ، ( وعقبة بن عامر ) ، وجابر بن عبدالله بن رئاب . | فلما قدموا المدينة على قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم . | فلما كان من العام المقبل قدم من الأنصار اثنا عشر رجلا ، فلقوه بالعقبة ، منهم الستة الذين تقدم ذكرهم سوى جابر ، ومعاذ بن عفراء ، وذكوان بن عبد قيس ، وعبادة بن الصامت ، ويزيد بن ثعلبة ، وعباس بن عبادة ، وعويم بن ساعدة ، وأبو الهيثم بن التيهان . | فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . | قال عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم ، فبايعناه بيعة النساء على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، وذلك قبل أن تفرض الحرب ، فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة ، وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله ، فإن شاء غفر وإن شاء عذب . | فلما انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معهم مصعب بن عمير إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن . | فأسلم خلق كثير . |
2 ( الباب الثالث والثلاثون | في ذكر معراج رسول الله صلى الله عليه
وسلم ) 2
قال الواقدي عن رجاله : كان المسرى ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من
Page 221