Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Genres
دير يوحنا كاما. (6)
دير سيدة برموس.
وقد تهدم ديرا يوحنا القصير ويوحنا كاما وبقيت الاربعة الأخر وسيأتي الكلام عنها فيما بعد. (2) عدد الرهبان
ما كاد المسيحيون يسمعون بفضائل القديس مكاريوس حتى صاروا يحجون اليه زرافات ووحدانا ليشاهدوه ويسمعوا تعاليمه. وكانت تروق للبعض منهم عيشته النسكية فكانوا يؤثرونها على عيشة العالم ويلبثون تحت ارشاده وصار عددهم يتزايد بكثرة حتى بلغ في أيامه 2400 الفين واربعمائة راهب وذلك كما يروي كتاب التاريخ الرهبان انه كان قد حضر إلى برية الانبا مكاريوس رجل من أغنياء القسطنطينية ومعه مبلغ عظيم من المال أراد توزيعه على الرهبان. ولما لم يقبلوا شيئا قدمه إلى الأنبا مكاريوس فرفضه هو أيضا بدوره. ولكنه بعد الحاح شديد من ذلك الغني أمر فضرب الناقوس فاجتمع اليه الرهبان وكان عددهم الفين واربعمائة راهب وعرض عليهم المال ليأخذ من يريد كما يشتهي. فأبوا كلهم فحينئذ أمره الأنبا مكاريوس أن يرجع بماله إلى العالم. فلم يقبل وفضل المكث معهم وطرح المال أمام الانبا مكاريوس ليتصرف فيه كما يعرف. فقال له القديس: (عمر به موضعا في الأديرة يكون تذكارا لك). وقد عمل كما قال له مكاريوس ديرا فخما وانهى بقية حياته راهبا. ولما نفى القديس مكاريوس الكبير والقديس مكاريوس الاسكندري إلى جزيرة غاغرا وعند عودتهما إلى البرية قابلهما رهبانها وكان عددهم خمسين الف راهب. وقال ايردينموس إن الأنبا ايسيذوروس تلميذ الأب مكاريوس كان رئيسا على الف راهب كلهم حبساء داخل حصن الدير ولم يكن يخرج أحدا منهم من الدير البتة إلى يوم وفاته ما خلا اثنين كانا يخرجان لبيع شغل ايديهم واحضار ما يحتاجونه. وذكرت الجملة الآتية عن الأنبا موسى تلميذ الأنبا ايسيذوروس السالف الذكر«السلام لك يا قديس الله أنبا موسى ... واجتمع عندك خمسمائة راهب بدير برموس».
ولما فتح عمرو بن العاص مصر. خرج له في طريقه على ما روى المقريزي (ج 2 ص 508) سبعون الف راهب بيد كل واحد عكازه فسلموا عليه، وأنه كتب عليهم كتابا هو عندهم.
ولما عاد البطريرك بنيامين (38) إلى كرسيه بالاسكندرية حيث كان هاربا من وجه المقوقس البطريرك والوالي الملكي بعدما دعاه عمرو بن العاص إلى العودة إلى مقره آمنا وحضر اليه رهبان دير الانبا مكاريوس ليكرس لهم الكنيسة التي بنوها يذكر أن الارض كانت تهتز بهم عند مقابلتهم له قال هذا البطريرك: «فلما قريبا إلى الدير بنحو ميلين. هو ذا قد خرج للقائنا فتيان بايديهم سعف النخل أولا ومن بعدهم الشيوخ حاملين المجامر وصلبانا يسبحون بألحان ويرتلون بتهليل ... وعندما خرج الشيوخ وهم يسبحون اهتز الجبل جميعه من كثرتهم وصفوفهم مثل جند السماء وهم طغمات طغمات». ا.ه.
وفي سنة 575ش/سنة 859م تنيح الأنبا يوحنا كاما وكان تحت تدبيره ثلاثمائة راهب ولأنه يذكر في تاريخه أن ديره كان خامس الأديرة الاربعة - وهي دير برموس ودير يوحنا القصير ودير الأنبا بشوي ودير أنبا مكاريوس. وكانت هذه الأديرة أكبر منه بكثير وأقدم. فعلى أقل تقدير يكون في كل دير ثلاثمائة راهب فيكون اذن في ذاك الزمان 1500 راهب، مع أنه مما سيأتي يعلم انه كان بها أكثر من هذا العدد. وهذا بيان عدد الرهبان أيام بطركية خرسطوذولو (66) سنة 733ش (1017م).
جدول 5-1: بيان عدد الرهبان سنة 1017م.
اسم الدير
عدد الرهبان
Unknown page