Wadacan Ayyuha Mashriq

Niqula Haddad d. 1373 AH
40

Wadacan Ayyuha Mashriq

وداعا أيها الشرق

Genres

فتنهد الثاني وقال: لا. - إذن لماذا تتنهد؟ - لأني وقعت في حب حبيبة تحول حبي لها إلى بغض.

فقال الأول: أظنها خانتك. - لا أقدر أن أقول: إنها خانت. - إذن لم تكن تحبك. - كلا بل كانت تحبني. - إذن أنت ظالم. وإلا فما علتها؟

فتنهد الثاني وقال: تغلبت طاعة أبويها على حبها لي. مع أن الحب يجب أن يكون فوق كل سلطان. - صدقت. أظنها تزوجت سواك.

وترقرق الدمع في عيني السجين الثاني، وقال وهو يغص في القول: لا. لا.

فقال الأول: إذن بقيت محافظة على عهدك. - لا أدري. دعني من هذا الحديث.

وشعر السجين الأول أن ضيفه الجديد أصبح شديد التأثر. فأحجم عن تساؤله. وأمهله ريثما ملك روعه وقال: أظنك تعني حبيبة غير حبيبتك الحالية. - نعم. نعم. - يظهر أنك تحب تلك أكثر من هذه. - كنت أحبها حبا شديدا، لم يذق أحد حبا مثله. والآن أكرهها. - عذرا وعفوا. ألعلها عالية المقام جدا حتى حال أبواها بينكما؟ - لك أن تقول: إنها ملكة. - يالله! كل حبيبة لعاشقها ملكة.

لا لا. إنها لفي مقام ملكة. فهل عشقت في حياتك ملكة لكي تدرك قيمة حبي؟

فتمطى السجين الأول كأن أعصابه تتشنج، ثم قال: إنك يا هذا تثير في شجونا كانت آخذة بالسكون.

فقال الثاني: تعني أنك عشقت ملكة؟

فقال الأول متململا: أجل، عشقت عشيقة كنت أجهل أنها شبه ملكة. فلما بدأت أكتشف حقيقتها أفلتت من يدي.

Unknown page