شرت لقرينها خبزا، فلما
أتت ألفته مات، فكان ماذا؟
شرت كفنا له توا وعادت
فألفته صحا، دهشت لهذا
أبو العلاء المعري في لزومياته
أبو العلاء رجل سوداوي المزاج؛ ممعن في السخط على الحياة، بالغ في سخطه وبرمه مدى لا يشركه فيه إلا القليل النادر من الفلاسفة المتشائمين.
وهو مطلع واسع الاطلاع على آداب أكثر الأمم التي نقلت آدابها إلى العربية، وعالم واع أخبارها، صادق حين يقول:
ما مر في هذه الدنيا بنو زمن
إلا وعندي من أخبارهم طرف
وهو - مع هذا العلم الغزير بتواريخ الأمم المختلفة، والرواية الواسعة لآدابهم المتباينة - ممحص فطن خبير بتمييز الأخبار، دقيق في نقد زائف القول من صحيحه.
Unknown page