والملائكة يدخلون عليهم من كل باب:
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
11 (1) كيف كانت المناظرة
لم يكد يرد سيبويه إلى العراق حتى شعر الكسائي أن مركزه العلمي في خطر، وأن منافسا جديدا يحاول أن يغتصب منه مقام الزعامة.
قالوا: «وشق أمره على الكسائي فأتى يحيى وجعفر بن برمك وقال: «أنا وليكما وصاحبكما، وهذا الرجل إنما قدم إلى العراق ليذهب محلي.»
قالا: «فاحتل لنفسك فإنا سنجمع بينكما.»
وهكذا دبرت المؤامرة في بيت البرامكة لهدم سيبويه، فلما حان الموعد حضر سيبويه وحده، وجاء الكسائي ومعه الفراء والأحمر وغيرهما من أصحابه، فسأله الفراء عن مسألة فلم يكد يجيبه عنها حتى قال له: «أخطأت.» وسأله عن ثانية فأجابه فقال له: «أخطأت.»
ثم سأله عن ثالثة وقال له: «أخطأت.»
فقال له سيبويه: «هذا سوء أدب منك!»
فقال الفراء لصاحبه: «يظهر أن في هذا الرجل عجلة وحدة!»
Unknown page