364

Wa Muḥammada! Inna shāniʾaka huwa al-abtar.

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Publisher

دار العفاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

مصر

Genres

• وعن أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: "بينا أنا نائمٌ، إذْ أُتيتُ خزائنَ الأرض، فوُضِع في يدي سِوارانِ من ذهب، فكَبُرا عليَّ وأهمَّاني، فأُوحي إليّ: أنِ انْفُخْهما، فنَفختُهما فطارا، فأوَّلتُهُما الكذَّابَيْن اللَّذيْنِ أنا بينهما: صاحبُ صنعاء، وصاحبُ اليمامة" (^١).
° قال الحافظ في "الفتح" (^٢): "قوله: "اللذيْن أنا بينهما" ظاهرٌ في أنهما كانا حين قصَّ الرؤيا موجودَيْن، وهو كذلك، لكن وقع في روايةِ ابن عباس: "يخرجانِ بعدي".
والجمعُ بينهما: أنَّ المرادَ بخروجهما بعده: ظهورُ شوكتِهما ومحاربتُهما ودعواهما النُّبوَّة .. نقله النووي عن العلماء، وفيه نظر؛ لأن ذلك كلَّه ظَهَر للأسود بصنعاءَ في حياته ﷺ، فادَّعى النُّبُوَّة، وعَظُمت شوكتُه، وحارب المسلمين وفَتَك بهم، وغَلَب على البلد، وآلَ أمرُه إلى أنْ قُتِل في حياة النبي ﷺ، وأمَّا مُسيلِمة فكان ادَّعى النبوَّة في حياةِ النبي ﷺ، لكنْ لم تَعظُمْ شوكتُه، ولم تقعْ محاربتُه إلاَّ في عهد أبي بكر، فإمَّا أن يُحمَل ذلك على التغليب، وإمَّا أن يكونَ المرادُ بقوله: "بعدي"، أي: بعد نُبُوَّتي".
• وعن وهبِ بن منبِّهٍ، عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ النبي ﷺ يقول: "إنَّ بيْن يَدَيِ الساعةِ كذابِينَ، منهم صاحبُ اليمامة، ومنهم صاحبُ صنعاء العَنسيُّ، ومنهم صَاحِبُ حِمْيَر، ومْنهم الدجَّال وهو أعظمُهم فتنة" (^٣).

(^١) أخرجه البخاري (٧٠٣٦)، ومسلم (ص ١٧٨١).
(^٢) "فتح الباري" (١٢/ ٤٢٤).
(^٣) صحيح: أخرجه ابن حبان. انظر "موارد الظمآن" (١٨٩٧).

1 / 372