Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
Publisher
دار العفاني
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
Publisher Location
مصر
Genres
شِئنا رسولًا، ومَنْ أردْنا صِدِّيقًا". ونتَّخذ من أردنا خليلًا، كما قَسَمْنا بينهم معيشتَهم التي يعيشون بها في حياتهم الدنيا من الأرزاق والأقوات، فجعلنا بعضَهم فيها أرفعَ من بعض درجةً بأنْ جَعَلنا هذا غنيًّا وهذا فقيرًا، وهذا مَلِكًا وهذا مملوكًا؛ ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضا سُخْرِيًّا﴾، يعني بذلك العبيدَ والخَدَم سَخَّرهم لهم.
° قال قتادة: " ﴿وَرَحْمَتُ رَبّكَ خَيْرٌ ممَّا يَجْمَعونَ﴾، يعني: الجنة" (^١).
* قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾ [الأنعام: ١٢٤] ".
﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْث يَجْعَل رِسَالَتَهُ﴾، وقد جَعَلها حيث عَلِم، واختار لها أكرمَ خَلقِه وأخلَصَهم، وجعل الرسلَ هم ذلك الرَّهْطَ الكريمَ، حتى انتهت إلى محمدٍ خيرِ خلقِ الله وخاتمِ النبيين ..
تتباهى بك العصورُ وتسمو … بِك عَلياءٌ دونها علياءُ
أنت مصباحُ كلِّ فضلٍ فما … يَصدُرُ إلاَّ عن ضوئك الأضواءُ
﴿سَيُصيِبُ الَّذِينَ أَجْرَموا صَغَارٌ عِندَ الله وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكرُونَ﴾، والصَّغار هو: أشدُّ الذُّلِّ، يُقابِلُ الاستعلاءَ عند الأتباع، والاستكبارَ عن الحق، والتطاولَ إلى مقامِ رسل الله! والعذابُ الشديد يُقابل الكرَ الشديد، فالعِداء للرسل، والأذى للمؤمنين، وصَدَق الله إذ يقول:
(^١) "تفسير الطبري" (٢٠/ ٥٨٠ - ٥٨٦) مختصرًا.
1 / 248