Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
Publisher
دار العفاني
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
Publisher Location
مصر
Genres
* صغائرُ الحياة قد أحاطت بمجد الحياة، لِتُثبِتَ الصغائرُ أنها صغائر، وليُثبتَ المجدُ أنه المجد:
حين يتبجَّح الأقزام الأشقياء المناكيد من الصليبيِّين صغائرِ الحياة الدانماركيِّين ويُدنِّسون ويسَوِّدون وجهَ صُحُفِهم التعيسة برسوم الكاريكتير التي تسيء وتستهزيُّ بالرسول ﷺ سيِّدِ البشر ..
شُلَّت أياديهمُ قَبُحت وجوهُهمُ … تعسًا لكفرهم .. قومٌ مناكيدُ
يجحدون نبُوَّته، ويكفرون بنوره ورسالته، وقد قال ﷺ: "إنه ليس شيء بين السماء الأرض إلاَّ يعلمُ أني رسول الله؛ إلاَّ عاصيَ الجِنِّ والإنس" (^١).
هم أقزامٌ تعيشُ أنفسهم في التراب، ويتمرَّغون بأخلاقهم فيه، ينقلبون على الحياة من صُنْع التراب ناسًا دودًا كطبع الدود، لا يقع في شيءٍ إلاَّ أفسده أو قذَّره، أوْ قومًا سُوسًا كطبع السُّوس لا ينالُ شيئًا إلاَّ نَخَره وعابه، أوْ قومًا كالحيَّاتِ والأفاعي تَنفُث سُمَّها في أرجاء الحياة، أو خنافسَ إذا دُفِنت في الورْد لم تتحرك، فإذا أُعيدت إلى الرَّوَث رَتَعتْ .. أشدَّ بلادةً من البقر والحمير حين جحدوا نُبُوَّةَ الأمينِ الكريم سيدِ البشر ﷺ، يلقِي أعداؤه -أعداءُ الحياة أعداءُ النور- على هذا التراب من ظلام أنفسهم، فلا يبقى تُرابًا، بل يرجع ظلامًا، فكأنهم إذ يمشون يطؤون المجهول بخوفه ورَوْعَتِهِ، ثم لا يستقرُّ ظلامًا، بل يرجعُ آلامًا، فكأنهم يَنبتون على المرض لا على الحياة، ثم لا يثبت آلامًا، بل يتحوَّلُ فَوْرةً وتوثُّبًا تكونُ منه نزواتُ الحمق والجنونِ في النفس.
_________
(^١) حسن: رواه أحمد والدارمي والضياء عن جابر، وكذا رواه ابن حبان، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" (١٧١٨)، و"صحيح الجامع" (٢٤٠٩)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في "المسند" (٣/ ٣١٠): "صحيح لغيره".
1 / 14