191

Views of Al-Sawi on Creed and Behavior

آراء الصاوي في العقيدة والسلوك

Publisher

مكتبة النافذة

Edition Number

(بدون)

Publisher Location

الجيزة - جمهورية مصر العربية

Genres

أنصابًا، وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت. (١)
لهذا كان تحذير النبي ﵊ شديدًا من مجاورة الحد في مدحه، حيث قال: (لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله). (٢).
ومن ذلك ما ورد في الصحيحين عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت: لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشى أو خشى أن يتخذ مسجدًا" (٣).
وللغلو المنهى عنه مظهران عند الصاوى، الأول: الغلو في النبي، ويتمثل بما يصفه به من أوصاف تخرج به عن حدود البشر.
الثاني: غلو في الصالحين، ويتمثل بما يشرعه في حقهم من التبرك بذواتهم، وإباحة التعلق بأذيالهم والاستغاثة بهم.
أما ما يتعلق في حق النبي ﵊ من حكاية قصة خلقه من نور الذات العلية بلا واسطة - تعالى الله عن ذلك - كما هو مشهور من أقوال المتصوفة (٤) فبطلانها أظهر من أن يستدل له؛ إذ فيه مخالفة صريحة لما هو معلوم عن قصة خلق الإنسان الأول: آدم ﵇ كما وردت في كثير من الآيات الكريمة، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ [الحجر: ٢٨].

(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير - باب قوله تعالى: ﴿وَدًّا وَلَا سُوَاعًا﴾، رقم الحديث: ٤٩٢٠.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الأنبياء - باب قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾، رقم الحديث ٣٤٤٥.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز - باب ما جاء في قبر النبي ﷺ وأبى بكر وعمر ﵄، برقم: ٣٩٠.
(٤) انظر: مجموع الأوراد والأدعية والاستغاثات للبكرى.

1 / 191