وصباح الوجود قد كان ممسى * فأتى كامل الطبيعة شمسا تستمد الشوس منه سناها فأضائت كواكب منه زهر * وهي اثنان كالبروج وعشر فجلى ليل مكة منه بدر * وإلى فارس سرى منه سر فاستحالت نيرانها أمواها ولقد حان هلكها فيه وقتا * حيث ظلت وزادها الغي بهتا ولكن بت عزها البغي بتا * وأحاطت به البوائق حتى غاض سلسالها وفاض ظماها تلك آياته مدى الدهر تترى * طبقت جملة البسيطة مسرى تحت الشام والعراق ومصرا * وأقامت في سفح إيوان كسرى ثلمة ليس يلتقي طرفاها كم أبانت عن الاله علوما * وأطاشت من الضلال حلوما ورمت ماردا فأضمت مشوما * وتهاوت زهر النجوم رجوما فانزوى مارد الضلال وتاها فاغتدى كل ضلال بشعب * والشياطين قد توارت بحجب كلما أرصدت لرجم بشهب * رميت منهم القلوب برعب دك تلك الجبال من مرساها نير قد أضاء في كل قطر * بسنالا يغيب في كل عصر وبه زال كل غي وكفر * وانمحت ظلمة الضلال ببدر كان ميلاده قران انمحاها
Page 39