============================================================

الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات وليس من التعظيم للقادر جل ذكره أن يوصف بالقدرة على المحال الذي لا يتوهم، بل إنما يعظمه من يصفه بالقدرة على الجائز الموهوم. ولولا أن هذا هكذا لكان لقائل أن يقول: أوما كان الله قادرا على أن يفني الخلق كلهم فلا...

بعضهم إلى بعض، ثم يكون مع ذلك حرث ونسل، وامتحان واختبار وابتلاء و تخويفث وزجر؟ أوما كان على أن يجعل الناس لا يحتاجون إلى غداء مع نئتهم هذه... عليها، أوما كان يقدر على أن يجعل الجور حسنا، كما أن العدل حسن.. أوما كان عنده ما لو أتى به لاعتبر الذين علم أنهم لا يؤمنون...

لوسوى خلق من علم أنه يكفر وسوى إيلام الأطفال وخلق... فإن جوابه أن يقال له: إن من يؤمن من العباد إنما يؤمن.../ ولا بأسباب موجبة وقد علم (152/ .

جل ذكره أن الإيمان لا يوجد منهم فعلا باختيار، وأنهم لا يكونون عند شيء من الأشياء أقل فسادا وأكثر صلاحا إلا عند هذه الأشياء، يعني خلق من يكفر، وإيلام الأطفال وغيرهما.

فإذا قال قائل: أما كان يقدر على خلاف ذلك؟ فليس لكلامه إلا وجهان: أحذهما: أن يقول: أما كان يقدر على أن يجعل المختارين على اختيار ما اختاروا، وعلى اختياره عندما علم أتهم يختارونه عنده؟

أو يقول: أما كان يقدر أن يعلم خلاف ما علم؟

وكلا الوجهين محال؛ لا معنى... قبل أن المختار لو حول على الاختيار وألجى إليه كان مضطرا مختارا، ولأن العالم جل ذكره ليس يعلم بعلم يوصف بالقدرق، بل العلم لا يقع بما يشاء العالم ويختاره ويقدر عليه، وإنما يقغ بالأشياء على حقائقها. ولو كان علمه فعله أيضا ما جاز أن يعلم منهم خلاف

Page 659