72

Usul Min Kafi

الأصول من الكافي - الجزء1

Genres

للزنديق أما ترد عليه، قال: فقبح قولي (1) فقال أبوعبدالله: إذا فرغت من الطواف فأتنا فلما فرغ أبوعبدالله أتاه الزنديق فقعد بين يدي أبي عبدالله ونحن مجتمعون عنده، فقال أبوعبدالله (عليه السلام) للزنديق: أتعلم أن للارض تحتا وفوقا؟ قال: نعم، قال فدخلت تحتها؟

قال: لا، قال: فما يدريك ما تحتها؟ قال: لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شيء، فقال:

أبوعبدالله (عليه السلام) فالظن عجز، لما لا تستيقن؟ (2) ثم قال أبوعبدالله: أفصعدت السماء؟

قال: لا، قال: أفتدري ما فيها؟ قال: لا، قال: عجبا لك لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ولم تنزل الارض ولم تصعد السماء ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهن وأنت جاحد بما فيهن وهل يجحد العاقل ما لا يعرف؟! قال الزنديق: ما كلمني بهذا أحد غيرك، فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فأنت من ذلك في شك فلعله هو ولعله ليس هو؟

فقال الزنديق: ولعل ذلك، فقال أبوعبدالله (عليه السلام): أيها الرجل! ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم ولا حجة للجاهل يا أخا أهل مصر! تفهم عني فإنا لا نشك في الله أبدا أما ترى الشمس (3) والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان، قد اضطرا ليس لهما مكان إلا مكانهما، فإن كانا يقدران على أن يذهبا فلم يرجعان؟ وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا والنهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما والذي اضطرهما أحكم منهما وأكبر، فقال الزنديق: صدقت، ثم قال: أبوعبدالله (عليه السلام) يا أخا أهل مصر (4) إن الذي تذهبون إليه وتظنون أنه الدهر إن كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ القوم مضطرون يا أخا أهل مصر لم السماء مرفوعة (5) والارض موضوعة

Page 73