Uṣūl al-dīn ʿinda al-Imām Abī Ḥanīfa
أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة
Publisher
دار الصميعي
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
اللالكائي ١ ﵀ في كتاب "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" "سياق ما يدل من كتاب الله ﷿ وما روي عن رسول الله ﷺ على أن وجوب معرفة الله تعالى وصفاته بالسمع لا بالعقل" ثم قال: "وهذا مذهب أهل السنة والجماعة" ٢. فالذي في شاهق الجبال ولم تبلغه الدعوة ولم يوحد الله فهو معذور وليس بمكلف؛ لأن التكليف لا يكون إلا بالشرع ولا تتم حجة الله على عباده إلا به.
"ج" استنبط بعض الكتاب المعاصرين ٣ من كلام أبي حنيفة هذا أن أول واجب هو النظر والاستدلال المؤدي إلى معرفة الله.
وهذا الاستنباط غير صحيح لأن أبا حنيفة لم يقل لا عذر لمن لم ينظر بل قال: "لا عذر لأحد بالجهل بخالقه". وهذا غاية ما يدل عليه أن أول واجب بالعقل معرفة الله وتقدم أن لا واجب إلا ما وجب بالشرع. فالمطلوب معرفة أول واجب بالشرع. وقد قام الدليل الشرعي على أن أول واجب هو شهادة أن لا إله إلا الله كما سيأتي بيانه في موضعه ٤.
وكذا استعمل الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى دلالة الفطرة في إثبات
١ هو هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الشافعي اللالكائي. قال عنه الذهبي: "الإمام الحافظ المفتي". وقال عنه الخطيب: كان يفهم ويحفظ صنّف كتابا في السنن وكتابا في شرح السنة إلى الدينور فأدركه الأجل بها في شهر رمضان سنة "٤١٠" تاريخ بغداد ١٤/٧٠؛ وسير أعلام النبلاء ١٧/٤١٩.
٢ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/١٩٣-١٩٦.
٣ انظر كتاب الفرق الكلامية الإسلامية مدخل ودراسة ص٣٥٥، تأليف الدكتور علي عبد الفتاح المغربي.
٤ انظر ص٢٤٨ من هذه الرسالة. وانظر ص٢٠٧، ٢١٠.
1 / 232