ومعروف لدى جميع الباحثين أن هذا المكان بالذات كان مرتعا تفشت فيه عبادة الخصب وطقوس الجنس بشكل وبائي حاد. وجاء عند الباحثين أن العرب قدسوا من سموهم بنات الله، وكن بالدرجة الأولى تمثيلا للقوى المولودة في الطبيعة
59
وكان لقريش وبعض العرب شجرة خضراء عظيمة يقدسونها تسمى «ذات أنواط»،
60
والاسم «ذات أنواط» هو أحد ألقاب الشمس التي عرفناها بالاسم «إلات» كإلهة أم أنثى، وفي ذلك ما يدعم علاقتها بالخصب والجنس في نظر العرب، كما كان لمزدلفة كشعيرة حج - في الأصل - إله يدعى «قزح»، وهو إله برق ورعد ومطر.
61
ثم ما الداعي لطقوس أخرى مثيرة في الحج الجاهلي، ولا معنى لها إلا في ضوء احتفالات الخصب والجنس، مثل طقس الشرب من زمزم، وحتى الاسم زمزم وهو من الزمزمة، والزمزمة صوت الرعد
62
الذي يسبق المطر، وما لزوم طقس حلق الشعر - وبالذات عند المروة - الذي لا يمكن فهمه بالمرة، إلا في ضوء طقوس الخصب الجنسية القديمة، والذي كان بديلا عن الجنس الجماعي، خاصة أنهم كانوا يمزجونه بالدقيق، ويترك للفقراء، يصنعونه فطيرا على هيئة القمر، إضافة إلى الذبح كطقس أساسي
63
Unknown page