16

Umm Qura

أم القرى

Publisher

دار الرائد العربي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

هَذَا لَا يبعد أَن يتم لنا انْعِقَاد جمعية منتظمة تَنْعَقِد الآمال بناصيتها. وَلَا يَنْبَغِي الاسترسال مَعَ الْوَهم إِلَى أَن الجمعيات معرضة فِي شرقنا لتيار السياسة فَلَا تعيش طَويلا، وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت فقيرة وَلم تكن كغالب الأكاديميات أَي لمجامع العلمية، تَحت حماية رسمية؛ بل الْأَلْيَق بالحكمة والحزم الْإِقْدَام والثبات وتوقع الْخَيْر إِلَى أَن يتم الْمَطْلُوب. هَذَا وَإِن شرقنا مشرق العظائم وَالزَّمَان أَبُو الْعَجَائِب، وَمَا على لله بعزيز أَن يتم لنا انتظام جمعية يكون لَهَا صَوت جَهورِي، إِذا نَادَى مؤذنها حَيّ على الْفَلاح فِي رَأس لرجاء يبلغ أقْصَى الصين صداه. وَمن المأمول أَن تكون الحكومات الإسلامية راضية بِهَذِهِ الجمعية حامية لَهَا وَلَو بعد حِين، لِأَن وظيفتها الأساسية أَن تنهض بالأمة من وهدة الْجَهَالَة وترقي بهَا فِي معارج المعارف، متباعدة عَن كل صبغة سياسية، وسنعود لبحث الجمعية فِيمَا بعد. ولنبدأ الْآن بتشخيص دَاء الفتور المستولي على الْأمة تشخيصًا سياسيًا مدققًا، فأرجوكم أَيهَا السَّادة أَن يعْمل كل مِنْكُم فكره الثاقب فِيمَا هُوَ سَبَب الفتور، ليبين رَأْيه وَمَا يفتح الله بِهِ عَلَيْهِ فِي اجتماعاتنا الَّتِي نواليها كل يَوْم، مَا عدا يومي الثُّلَاثَاء وَالْجُمُعَة، من بعد طُلُوع

1 / 18