Umm Al-Mu'minin Aisha bint Abi Bakr
أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر
Publisher
دار القاسم
Genres
أو يبدي ضجرًا أو اشمئزازًا ولكنه كان يرعاها رعاية الأب الحنون أو الوالد العطوف كيف لا؟ وهو نبي الرحمة وهو الذي يقول: «استوصوا بالنساء خيرًا»، وفي ذات يوم دخل الدار فرأى عائشة ﵂ قد غلبها النوم والشاة تأكل الخبز الذي أعدته فتبسم من ذلك ثم أيقظها برفق وواساها حين أبدت ندمها وحزنها على ما فرطت وأهملت، لقد كان ﵊ معلمًا عظيمًا وأبًا كريمًا وزوجًا وفيًا ..
وبهذه الصفات التي حلاه ربه بها، والمبادئ التي بشر بها انتصر على الجهل فأيقظ العقول، وحطم الأوثان، وقضى على الشرك فمحا من القلوب ما ران عليها من أدران العبودية لغير الله تعالى.
الزوجة الوفية:
كبرت عائشة ﵂ ونضجت واستوت عقلًا وفهمًا وإدراكًا فكانت سيدة بيت رسول الله ﷺ ترعى شئونه وتدبر أموره وتواسيه حين تجب المواساة وتطيعه في توجيهاته وتحفظ عنه الكثير من أقواله وتتأسى بأفعاله وتقوم بأمور بيت الزوجية خير قيام، وعرف رسول الله ﷺ لها ذلك الفضل فكانت أحب نسائه إليه، وعرف فيها الذكاء والوفاء والوعي والفهم.
لكن عائشة ﵂ لم تكن لتفارقها طباع النساء من غيرةٍ، فقد حدث مرة أن خرج رسول الله ﷺ في إحدى الغزوات واصطحب معه من نسائه عائشة وحفصة وفي الطريق رأت حفصة كثرة اقتراب النبي ﷺ من هودج عائشة يكلمها ويحدثها فخطر لها خاطر، فما أن ابتعد النبي ﷺ عن هودج عائشة
1 / 8