Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genres
ومثل هذا التفجع والتهويل شائع عندهم في رثاء الملوك والرؤساء لا يقتصر على الأهل الأدنين؛ فقد رثى النابغة حصن بن حذيفة بن بدر بقوله:
يقولون حصن! ثم تأبى نفوسهم
وكيف بحصن والجبال جنوح؟!
25
ولم تلفظ الموتى القبور ولم تزل
نجوم السماء والأديم صحيح!
26
وسخط المهلهل على بني بكر ظاهر في تهديده ووعيده وضربه معجزات الشروط عليهم ليرضى بمصالحتهم، كما يظهر في رثاء الخنساء وحرقتها على أخويها، مع ما في أشعارها من المباهاة بالميت وتعظيم صفاته ومناقبه.
وقلما قرأت شعرا في رثاء عظيم - ملك أو سيد - إلا آنست المغالاة في ذكر فضائله، شأنك اليوم عندما تسمع النادبين والنادبات، ولكن لا ترى في أقوالهم ما يستهجن أو تنبو عنه المسامع؛ لأنه صادر عن العاطفة المكلومة، وكل ما تنطق به النفس على سجيتها لا يظهر عليه التكلف البغيض. فكعب بن سعد الغنوي لا يرى بعد أخيه أبي المغوار من يلبي طالب المعروف، فتصغي إليه غير مستنكر دعواه لما فيها من فطرة وشعور صادق:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى؟
Unknown page