Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genres
64
فلجأت إلى شجرة في الرمل تتقي بأغصانها البرد والمطر فما تقيها، وكثبان الرمل تنهال عليها، ولكنها يئست من ولدها بعد أن طال بحثها عنه، وجف ضرعها بعد امتلائه، ثم راعها الرماة بكلابهم فجدت في العدو، فطاردها الكلاب فلم تر بدا من أن تدافع عن نفسها، فقابلتهن بقرنها؟
وبعد أن ينتهي من تشابيهه الثلاثة يعود إلى نفسه فيصفها بإباء الضيم والشمم، ثم ينصرف إلى وصف حياته في هدوئها واضطرابها، فهو في السلم صاحب لهو وطرب يشرب الخمر ويغلي ثمنها، ويدفع بها شدة البرد والريح:
بصبوح صافية وجذب كرينة
بموتر تأتاله إبهامها
65
وهو كريم جواد ينحر الجزور، ويطعم الفقراء والمساكين. وهو في الحرب شجاع باسل يحمي الحي، ويرقب الأعداء على جبل قريب من جبالهم وراياتهم، تحمله فرس سريعة الجري، يتوشح بلجامها ليظل متأهبا لركوبها.
وبعد أن وصف فرسه بإيجاز، أخذ يفتخر بقومه، فأرانا فيهم كرما ونجدة وأمانة:
وإذا الأمانة قسمت في معشر
أوفى بأوفر حظنا قسامها
Unknown page